20120615

إضاءات من "رســــالة في الادارة المدارة"



كتاب رسالة في الادارة المدارة

للكاتب محمد بن سيف بن حمد المحروقي  



يتحدث الكاتب في كتابه هذا حول الادارة المدارة في سياق تعبيري للرسالة التي تطرق مجالا مؤثرا في الراي العام ايجابا أو سلبا أو جدلا والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية. يحمل الكتاب في جنباته نسمات يستنير المدير والمؤظف والاب والابن والمعلم والطالب في أي نظام او هيكلة ادارية. كل الشكر الى لما قدمة لنا من مادة وشكري ايضا موصول الى ابنه الاخ والصديق عماد صاحب كتاب "بهجة الانظار في أخبار ساكبية عمان". الجدير باذكر أن للكاتب محمد بن سيف المحروقي مجموعة من الكتب من بينها رسالة في سلوك المجتمع.. 

سوف اتطرق لإضاءات من هذه الرسالة لما لمسته منها نحو الصحوة للتنمية الادارية في المجتمع ونحو بناء منظومة متماسكة ترقى بالوضوح والشفافية ولما لهذه التنمية من عائد في تطوير الموارد البشرية والتنمية الاقتصادية ايضا. سوف اتناول الرسالة كما قسمها صاحبها  
وفرعتها الى ابواب كالتالي:  

بـاب: دائرة الادارة

على الانسان أن لايهاب ولايستذل أو يستضعف وعليه أن ينظر الى البواعث والدوافع التي تكمن وراء كل عمل. عند العزم على فعل شئ هيأله القوة والادارة وسعة التفكير وسداد الرأي. عندئذ تستقر القناعة الثابته في القلب وتطمن لها نفسه ونشط لها جوارحه.
يرى الكاتب والمفكر ان الافراز الحقيقي للايمان الصادق والعمل الصالح هو ثمرة جهد سابق استقرت في نفس شخصه. ويذكر الكاتب ايضا أنه لاداعي للندم على عمل الخير ولا يقلق على الاجر اذا لم يوفق في هذه العجالة بمقياس الناس ولم يتحقق في الارض فسوف يوفاه بميزان الله (أن الذين امنوا وعملوا الصالحات أنا لا نضيع أجر من أحسن عمل). يبعث الكاتب بين سطور كلماته نسمات وما أجملها لرسالة مجربة منه شخصيا حيث الطمأنيين والقناعة الذاتية محصلتها.  
في هذا الباب يستشهد المحروقي بأقوال القائد :
"أن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذا أو سلطة"
ومن ثم قسم الانسان الى شخصين:
1-شخص عزيز (واقعي مثالي).
2- شخص بطران (محب لذاته).صــــ5ـــ
في نظر الكاتب أن التأثير الوجداني ينتج عنه إستجابة ذهنية تجلد وتبصر الشخص من الابتلاءات التي قد تواجهه. أن الحقيقة الراسخة للنفس الانسانية تقود العبد الى المواضبة على العلم والعمل بإعتدال الافكار والامال والتي إما أن يثاب أو يجازا على مقتظها.

باب:رحلة البحث عن مراتب التفاضل

رحل بنا المحروقي في هذا الباب نحو البحث عن مراتب التفاضل. حيث نوه حول الابتلاءات التي أظلمت العقول عن إدراكها وغفل عن ذكرها كالحوادث والوقائع والاستهانة والفساد. كما ينظر الكاتب الى أن البحث في الانسان والمسببات ليست من اللوازم الضرورية لاستيضاح ما غمض. وأنه لاسبيل لهم الى معرفة مدارك الشرع ولا استثناء فيما اجتمع عليه ووصف الكاتب هذا كله على انه خبث بالنفس ووصف هاؤلاء بأنهم لايعرفون للحياة هدف. وما يستنبطه القارئ أن الكاتب يريد في رسالته هذه أن يوضح أن البحث في الاسباب والمسببات ليست من منطقة الادارة وليست بالامر المستحب للمفاضلة بها بين الافراد.
والقارئ لمجموعة الرسائل يرى فنون الادب اللغوي لدى الكاتب والدبلوماسية الاجتماعية  التي استخدمها في النصح والتوجية والارشاد وايضا انتقى الالفاظ المعبرة بغير إسهاب. وكما هو معلوم أن الارشاد والنصح بالأوجز العبارات أبلغ وذات مفعول سحري وهو المحبب عند كل الاقران.
تذبذب الكفاءات غير قابله للتفاضل حيث الشك يحول من حولها والقيود التي تساور إلتزاماتها. أما الحياد فهي أعظم الغايات العمل وليست المعرفة كما يعتقد البعض. وكما أن بناء نظام إداري عملي يشمل منح الثقة للاخرين وتقديرهم والتسامح من مبادى الادارة الناجحة أيضا تدارس الاخطاء والعودة الى الحقيقة في جلاء ووضوح واستحكام العقل.

باب: المبادرات الذاتية وتنميتها

 بالفعل لايستطيع عقل الانسان أن يحيط بالكون، يمكن التوفيق بين متطلبات العصر والمتغيرات المحيطة بالفرد وذلك بتوفير محيط يحفز على الابداع حسب الاعمال التي يعتقد انه يستطيع إنجازها والرغبة في التمييز والابتكار وحب العمل وإخلاصه والتفاني فيه. والشعور بالتطوير مستوى الاداء والتعبير عن الافكار وصياغتها والمرونه عند طرحها وعدم تقييدها.
من أجمل المبادرات في تنمية الذات هي تفاعل الفرد مع ما اكتسبة من خبرات. والواجب أيضا من الفرد أن ينمي المعرفة والادراك وإختبارها على الواقع ونتيجة هذي المبادرة تنمية بواعث لرفع الروح المعنوية وكيفية تحسين ظروف العمل وتحيقيق الاهداف وتحديد الاولويات. ويرى الكاتب أن الشخصية التي تساعد على تجنب الروتين المتكرر المؤثر سلبا على التطوير الشامل بالشخصية المبدعة والمبادرة القادرة على الادارة الناجحة. نعم كل شخص قادر على الاعطاء والابداع والابتكار ولولا الحاجة لما ظهرت بوادر الابداع والابتكار. قد تكون هذي الحاجة مشكلة أو مساعدة بها تيسر ما ستعسر للانسانية. وعلى المبدع والمبتكر أن لا يغفل عن المعوقات والتحديات التي قد تواجهة أثناء ما يقوم به.
وكما يجب علينا كأفراد في هذا المجتمع أن لانرضخ لإثناء النفس عن عزيمتها ولا تقبل الفتور.نعود الى سطور الكاتب "إذ لا تكون التنمية الادارية حقيقة إلا اذا أشرفت على بنائها عقول وسواعد نشأت على القيم الكفيلة بالمحافظة على منجزاتها وحريصة كل الحرص على التعاون البناء وتعزيز الحوار وبناء توافق للاراء من أجل خدمة أهداف التنمية والادارة المستدامةوالعمل على إحراز تقدم حقيقي.."
لذا لزم صاحب الامر مساندة ودعم وإحترام تطلعات الجميع نحو الافضل كما يلزمه إعداد برنامج واستراتيجيات قادرة على الاستفادة من الروافد العملية للرقي بالموارد البشرية وبها ننال صداره الامم.

باب التفاضل العملي

حقيقة جميلة في مقدمة هذا الباب يشير إليها الكاتب بأن التنمية الادارية أداة اساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وممالا شك فيه إختلاف القدرات بين الافراد أنفسهم قد يستوجب على المؤسسات إختيار المتقدمين لشغل احدى شواغر الوظيفية فيها. وهنا المفاضلة النظرية لاتكفى وحدها بل يضاف إليها المفاضلة العملية.مثالا ما تقوم به المؤسسات حيث أن المتقدم قد يخضع لسلسة من الاختبارات لاختيار الاكفى وفترة تدريسية علاوة على التقدير الذي ناله دراسيا.
ومن تجربة الكاتب الادارية الطويلة يوضح لنا أن ارتقاء المراتب والدرجات تاتي بتوظيف المواهب والقدرات وبذل الجهد الكبير للتمايز ويشير الى أن الرقابة الذاتية في النفس تنعكس إيجابيا بالمؤسسة مما يجعل رب العمل مطمأنا للذي يقدمه المراقب لذاته.
ويوضح ايضا الكاتب فكرة عامة لا يحق لاحد أن يحتفظ بها إلابقدار ما ينبغي وهذا يعلم المرء نفسه اثبات منطق الوجود القائم على حركة والهدف، حيث أن المرء في حركه دائمه يبذلها لتحقيق هدفه الذي رسمه. وعلميا ومن خلال النظرية النسبية أنه لاي جسم متحرك طاقة ولإي طاقة يبذل شغل. ومنها مقياسا بقدر ما يبذله المرء من جهد عملي ومعرفي لنيل الاماني وتحقيق الاهداف. ويمكن القول إجازا أن العمل يخفي وراءه روحا وفيه مخلصه قويه يغلفها الاتقان.
 ومن القواعد العامة للمسؤولية الوظيفية أو الاجتماعية التي تأتي طرديا عندما يسود التعامل الشريف والنزاهة وما يستوجب من مراعاة حسن النية مع المركز الوظيفي او الاجتماعي."فالمقدرة المؤهلة لايطلبها غير الاكفاء فالمجتمع الذي يسمح للكفاءات بالنبوغ حينما يصادف العمل موهبه فان الادارة تقترب بالقوة الدافعة للانجاز دون تواكل أو تردد فالحياة نظام ومبدأ عمل يحقق الفرد وجوده في المجتمع بالصورة التي يرى فيها ذاته ويتخذ لنفسه منهج حياة يقطع فيها كل عقبه كؤود وهكذا الناضج يدرك أبعاد المسافة التي عليه أن يقطعها فيركب الجد ويطرق أبواب الرفعه والمجد بعلمه وعمله فكان أن اَله إليه جل المناصب الرفيعه نتيجة الجهد المبذول.

بديهية الاسترشاد

الانسان المنطقي هو الذي يكيف نفسه مع حوله وينمى داخله احساسا بالثقة وان بإمكانه تنشيط الادراك الواعي للوصول الى وسيلة موثوقة للتعلم وأفضل استراتيجية في تحقيق النتائج المرجوه. والاداء الجيد هو الوسلية الادارية العملية الواقعية للشخص الذي يهوي الانجاز ويسعدنا بالحصول على التقييم للوصول الى المراد.